يا فؤادي، رحم الله الهوى كان صرحا من خيال فهوى

اسقني واشرب على أطلاله وارو عني، طالما الدمع روى

كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى

وبساطاً من ندامى حلم هم تواروا أبداً، وهو انطوى

يا رياحاً، ليس يهدا عصفها نضب الزيت ومصباحي انطفا

وأنا أقتات من وهم عفا وأفي العمر لناس ما وفى

كم تقلبت على خنجره لا الهوى مال، ولا الجفن غفا

وإذا القلب - على غفرانه - كلما غار به النصل عفا

يا غراماً كان مني في دمي قدراً كالموت، أو في طعمه

ما قضينا ساعة في عرسه وقضينا العمر في مأتمه

ما انتزاعي دمعة من عينه واغتصابي بسمه من فمه

ليت شعري أين منه مهربي أين يمضي هارب من دمه ؟

لست أنساك وقد ناديتني بفم عذب المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي، كيد من خلال الموج مدت لغريق

آه يا قبلة أقدامي، إذا شكت الأقدام أشواك الطريق

وبريقاً يظمأ الساري له أين في عينينك ذياك البريق ؟

لست أنساك، وقد أغريتني بالذرى الشم،فأدمنت الطموح

أنت روح في سمائي، وأنا لك أعلو، فكأني محض روح

يا لها من قمم كنا بها نتلاقى، وبسرينا نبوح

نستشف الغيب من أبراجها ونرى الناس ظلال في السفوح

لإبراهيم ناجي